. لا تفتحوا لها الابواب....

كثير هم الذين كتبوا عن الزيارة النوعية التي قام بها الدكتور نبيل شعث الى غزة،والتي تعتبر هجوما فتحاوياسلميا ...واختلف الكتاب في ارائهم بين مؤيد ومعارض ومترقب ،وكذلك هي احوال الشعب الفلسطيني بين الموافق والرافض والمتردد واللامبالي...وانا كنت من الذين انتقدوا الزيارة في مقالين سابقين وضعت فيهما الكثير من الحقائق التي اكدت فيها جوهر المواقف الحمساوية التي لا لبس فيها وذكرت ان عصابة الانقلابيين لا تفكر بالمطلق في التراجع عن انقلابها البغيض.وقد جاءت تصريحات الدكتور نبيل شعث بعد مغادرته غزة الى رام الله لتؤكد هذه الحقيقة عندما قال : { ان حماس غزة تريد المصالحة...لكن حماس دمشق لا تراها ملحة } وهنا تبرز حقيقة ان هناك اختلافا في موقف الحماسين الداخل والخارج...لكن ذلك لا يعني فعلا ان هناك خلافا في الموقف ،الا ان الذي تريد ان تقوله حماس الداخل للدكتور نبيل شعث انك لم تدخل من البوابة الصحيحة...فكان عليك ان تتجه الى دمشق لمقابلة مشعل كي يعطي الاذن بعد ذلك لصبيانه في غزة إإإويمكن لو حدث ذلك بالفعل ستمتد اللقاءات لشهور طويلة دون ان ناخذ منهم {لا حق ولا باطل } كما يقول المثل الدارج.
وفي مثل هذه الحالة نعطي لحركة حماس الفرصة لكسب المزيد من الوقت ، وسنسمح لقادتها بالدخول والخروج كما كانت تفعل في السابق، ونفتح لها الابواب لجلب المزيد من الدعم لامارتها، فتظل قابلة للحياة لفترات اطول ،ونكون نحن قد ادينا لها خدمات لم تكن تحلم بها...وفي المقابل نفتح نحن على انفسنا ابواب جهنم انتقادا وتجريحاَ وتجريما لما صنعناه لها نحن بايديناإإإ وسيظهر لذوي النوايا الطيبة ان الخلافات بينهم كانت خلافات تكتيكية ...اما بالنسبة لحركة فتح فقد بدات الشكوك حول ما انجزته زيارة الدكتور نبيل شعث بعد تصريحات الرئيس ابو مازن بانه غاضب من عقد الاجتماع في بيت اسماعيل هنية، وعبر الرئيس عن استيائه من ذلك لانه لم يكن ضمن مخطط الزيارة...وكان يمكن ان يتم ذلك في مكان محايد على الاقل حتى لا يفهم اننا نعترف بحكومة اسماعيل هنية المقالة والمنقلبة على السلطة الشرعية.
علينا ان لانفتح الابواب امام حركة حماس من جديد وان لا تكون حركة فتح الوسيط الذي يجمل وجهها امام الدول العربية الشقيقة التي اساءت اليها ...كما يجب ان نفهم ان احساس حركة حماس بالحصار واطباق الخناق عليها وعزلتها وتغيير لهجتها وخطابها وتليين مواقفها هي مداهنات ومراوغات علينا ان لا نكون نحن عرابيها لفك الحصار عنها إإإ
يجب ان لا تكون مصداقيتنا ونوايانا الطيبة وحرصنا على الوحدة الوطنية بانهاء الانقسام مقابلة للمراوغة والخداع وصناعة المبررات التي تزيد من متاعبنا...كما لا يجوز القبول بان يضع المنشق والمعتدي والقاتل الشروط ونحن اصحاب الحق والمعتدى علينا إإإ واذا كان لدينا ذرة احساس بصدقيتهم وجديتهم في الذهاب الى المصالحة وانهاء الانقسام والعودة الى الشرعية واجراء الانتخابات في الموعد الذي حدده الرئيس محمود عباس فان ذلك سيكون من المعجزات الخيالية التي لا يصدقها العقل...لانها بذلك تكون قد خانت الامانة وخانت حركة الاخوان المسلمين واغضبت الملالي اولياء النعمة وسحقت الشيخ القرضاوي واخرست تجار الكلام في قناة الجزيرة لانهم سوف لن يجدوا قضية يتسلون بها وهذا ما سيغضب اسيادهم في تل ابيب.
ان الكثير من اخواننا استبشروا خيراَ بزيارة الدكتور نبيل شعث،واتمنى ان يصدق حدسهم،ونرى على الارض ما يوحي بنجاحها ، وان يقطف شعبنا ثمارها... وان كان الكثير ايضا يتمنى طول الاقامة في غزة بين اهله واحبته... لكنه نزل ضيفاَ على اصدقائه الزهار والحية وهنية...ووعدوه خيراَ، ولكنه لم يحصل على اجوبة قاطعة لان حماس غزة ستجري مشاورات مع حماس دمشق وستطير حماس غزة ودمشق الى طهران والدوحة... وربما قبل مؤتمر القمة العربية بساعات ستقلهم الطائرة الى القاهرة وربما تحول اتجاهها فجاة الى دمشق لأن نبؤات شيطانية قد نزلت عليهم وعادوا ادراجهم من حيث اتوا ... وهكذا هي حركة حماس ستاخذنا الى نصف البئر نغرق ويغرق الجميع وتبقى هي فقط التي تطفو على السطح إإإ فلا تفتحوا لها الابواب رجاء...
ابو الكرمل