معبـر رفــح بوابــة الأحــلام

معبـر رفــح بوابــة الأحــلام...
ليست حركة حماس وحدها التي تنتابها الهواجس والأحلام بفتح البوابة الحديدية لمعبر رفح،ولكن حزب الله ودمشق وطهران والدوحة يشاركونها نفس الهواجس والأحلام،وينام قادتها في دمشق وغزة ويصحون معتقدين أن مصر انصاعت للحملات الإعلامية المركزة التي شنتها قنوات الجزيرة والأقصى والمنار والتي اتهمت فيها مصر بالعمالة لأمريكا وإسرائيل وهي تشدد حصارها على أهلهم في غزة...ويتمنى خالد مشعل أن يفتح عينيه ذات يوم بعد أحلام اليقظة وقد فتحت مصر معبر رفح ليطير هنية والزهاروالبردويل الى فضاء العالم الخارجي الفسيح تحط بهم أوهامهم في دمشق يصطحبون معهم خالد مشعل وأبو مرزوق على بساط الريح ليحط بهم في طهران مبشرين الملالي بنجاح مخططهم،وتملأُ لهم الأكياس والحقائب بالهبات والهدايا ،وأخيراً يعرجون على الدوحة ويباركون للأمير القطري وبن جاسم والشيخ القرضاوي بتثبيت إمارتهم ، ولم يبق أمامهم سوى توسيعها نحو مصر والضفة الغربية والأردن ليحققوا سوياً حلم إسرائيل بإقامة دولتها من النيل الى الفرات واستعادة إيران لأمجاد الفرس وبسط نفوذهم على شبه الجزيرة والعراق وبلاد الشام...
وليس بمستغرب أن يدعو السيد حسن نصر الله مصر لفتح معبر رفح وتشاركه قطر وسوريا وإيران عبر فضائياتهم بنفس الدعوة مع كيل أقسى الاتهامات للقيادة المصرية بل وطالبت الضباط المصريين والشعب المصري بالتحرك لإسقاط النظام المصري،ولم تبادر القيادة المصرية بالرد بالمثل على هذه الحملات المغرضة واعتبرت أنها كدولة تحترم نفسها لا تنزلق الى الردح الإعلامي للرد على الأقزام الذين { يتشربحون } للوصول الى نعالها ولم يوفقوا...لذا لم تطلب القيادة المصرية من الجمهورية العربية السورية الشقيقة ان تفتح حدودها لحسن نصر الله وخالد مشعل وشلح وجبريل لتحرير سهل مرج بن عامر وبحيرة طبريا من الشرق عبر الجولان، ولم تطالب مصر من الحكومة اللبنانية وحسن نصر الله بتحرير مزارع شبعا ،كما أنها لم تدع أمير قطر المفدّى بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي على أراضيه،وهو يعلم أن هذه القواعد التي نصبها على أراضيه هي قواعد خلفية لإسرائيل وتهدد بشكل مباشر المملكة العربية السعودية ودول الخليج وسوريا والعراق.ولا غرابة أن يرسل السيد حسن نصر الله مجموعة من عناصر حزب الله إلى الأراضي المصرية ومع حدود التماس مع قطاع غزةلإثارة الفتن والتعاون مع المهربين والقيام بعمليات تخريبية على الأراضي المصرية ، ومقابل ذلك على القيادة المصرية التزام الصمت وترك أراضيها ساحة للعملاء والجواسيس وتجار السلاح والمخدرات،وتستباح سيادتها تحت الأرض وفوق الأرض,وتتركها مشاعاً لعصابات إجرامية لا تحكمها القوانين...
ماذا تبقى لحركة حماس ومن يشجعها على الانقسام والتمرد والعصيان من وسائل وأساليب حقيرة لإجبار مصر على فتح معبر رفح الذي تدعي أنه معبر مصري فلسطيني لا يحق لمصر إغلاقه من جانب واحد؟؟؟ومقابل هذه الدعوى وهل يحق لكم إدخال عملائكم وجواسيسكم الى الأراضي المصريةكالجرذان ومن تحت الأرض ؟ وهل يجوز لحركة تدعي انها بنت نفسها على قواعد الإسلام تخصيص علاقاتها مع البدو والمهربين ومافيا السلاح والمخدرات؟ وهل يعقل لحركة لا تحترم نفسها باقتحام حدود مصر وتحطيم الجدران وتعتدي على المواقع السيادية وترفع رايتها الخضراء عليها ؟ من من العالم سيكذب ما أصاب المواطنين في قطاع غزة بعد جرائم الاحتلال في الرصاص المصبوب على رؤوسهم ؟؟؟ ومن سيكذب اليوم أن حركة حماس ورئيس مكتبها وعصابته في غزة هم الذين دفعوا الاحتلال بشن حربهم على الشعب لتنفيذ مسرحيتهم وإحراج مصر لفك الحصار عن إمارتهم ؟؟؟دافعة آلاف الضحايا والجرحى والمصابين وعشرات الآلاف من الذين دمرت منازلهم بدون مأوي فقط كل هذه التضحيات لفتح معبر رفح ... ولم تكن القيادة المصرية غافلة عما يجري في قطاع غزة ،ولم تكن تجهل الحرب الإعلامية التي شنت عليها،ولا الأهداف الرامية الى تحقيقها... ولكن الشعب المصري الشقيق الذي يكن للشعب الفلسطيني أسمى العواطف لا يقبل أن يتلقى الشعب الفلسطيني الضربات الموجعة من الاحتلال الصهيوني ومن حكومته التي تغلق حدودها وتفرض عليه حصاراً ظالماً ،وهو لا يعلم أي الشعب المصري أن الشعب الفلسطيني قد تجاوز حدود الجوع والمجاعة وأصبحت المواد الغذائية والاستهلاكية والأدوية ليست من المطالب والحاجات الملحة له وانما الدرّاجات النارية والسيارات والأدوات الكهربائية والمواد الكمالية والترامال هي التي تنقلها حركة حماس لنفسها وباسم الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر...
إن عمليات التهريب ليست من اختصاص الشعب الفلسطيني ولكنها ظاهرة تسود العالم وتتم عبر الحدود المترامية للدول وحتى الولايات المتحدة التي تضع كل اختراعاتها العلمية والالكترونية لحماية حدودها من عصابات التهريب في المكسيك ودول امريكا اللاتينية ولم تنجح في وضع حد لها،وإن مصر عندما بدأت في تأمين حدودها مع غزة ومع السودان سوف لن تتمكن من إحكام سيطرتها بنسبة عالية لأنها بقدر ما تضاعف فرض قيودها على أعمال التهريب بقدر ما يضع المهربون الخطط المضادة لها...وهذه طبيعة العصابات التى تضع ضمن حساباتها النجاح والفشل ،وربما تنجح عصابات بتحقيق بعض النجاحات في تمرير بضائعها ولكن الشيء الذي لا تسمح به مصر أن تقوم الشخصيات الحكومية ووزراء حماس بتهريب الأموال تحت ملابسهم وفي حقائبهم واستغلال المسافرين المحسوبين عليهم بتهريبها هو الذي لن تقبله مصر ولا رجال أمنها وشرطتها باستغفالهم والتحايل عليهم وتمريرها من وراء ظهورهم...
ظل معبر رفح منذ انقلاب حركة حماس على السلطة هو المنفذ الوحيد الذي يعطيها مقومات البقاء وعناصر الحياة المشروعة وغير المشروعة لا يهمها ولو خيرت حركة حماس بين القدس ومعبر رفح لاختارت معبر رفح على عكس الشعب الفلسطيني الذي يعتبر هذا المعبر البوابة الجنوبية الضيقة التي تنفتح على صدر مصر الواسع في علاقة أزلية لا تمزق أواصرها عصابات حماس والمتطفلين معها،ويجب أن تعود هذه البوابة الى سابق عهدها مفتوحة لعناق الشعبين وتلاحمهما لا ان تفتح نيران العصابات عليهم...وهناك من يعتقد أن مصر التي تبني جدارها الحديدي العازل هو عقاب لحركة حماس التي ترفض التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة،كما يعتقد شاهدو الزور لحركة حماس أنه عقاب لمليون ونصف مليون فلسطيني في غزة ،وإذا كانت هذه هي النقطة الجوهرية التي ترتكز عليها حركة حماس في تحريك آلتها الإعلامية على مصر فلن يكون لهذه الحملات أي تأثير على مصر،ولن تصاب مصر بالضرر،والمتضرر الوحيد هي حركة حماس التي ستخسر كل رهاناتها في عدائها وحربها على مصر،وإذا كانت حماس تدير ظهرها لمصر اليوم معتمدة على دعم ومساندة طهران ودمشق والدوحة فإن مصر لن تهاجر في حدودها عن غزة الى بلاد الواق واق،ستظل مصر حاضرة في كل زمان ومكان أما حماس فهي التي الى زوال أن كانت لا تفهم هذه الحقائق فعليها أن ترسل مئات الوساطات والمراسيل لإقناع مصر بالتسامح مع هذه الحركة المارقة التي لم توفر دماء أبناء الشعب الفلسطيني ولا دماء المصريين...ومن هنا فإن الدوران في الحلقة المفرغة ذاتها سوف لن يثني مصر عن عزمها في فرض سيادتها على ترابها الوطني، ولا عجب من عودة أمير قطر للتصريح نيابة عن مصر بعد زيارة مشعل وأبو مرزوق الى كل من السعودية وقطر بإن معبررفح سيفتح قريبا ًضمن اتفاقية جديدة مع الغرب وستكون اتفاقية ترضي سواد عيون خالد مشعل وكأن سيناء ومعبر رفح أراضٍ قطرية تتصرف بهما كيفما تشاء.وحتى لو تمكنت قطر ومعها ايران وسوريا من جرّ حماس للتوقيع على ورقة المصالحة المصرية فلن يفتح معبر رفح ولا أنيب نفسي هنا عن مصر كما أنابت قطر نفسها ولكن إدراكي لوقائع الأحداث التي جرت على حدودها لا يمكن لمصر كدولة عربية كبرى أن تبني علاقة مع حركة تقود عصابات اجرامية لا تستند الى القوانين التي تحكم العلاقات بين الدول؟؟؟لذلك حتى لو وقعت حماس على الورقة المصرية فأن هناك تبعات كثيرة وتطول قائمتها حتى يعود معبر رفح الى سابق عهده وهناك ضريبة غالية الثمن يجب أن تدفعها حماس للشعبين الفلسطيني والمصري ...وأكرر القول معبر رفح لن تفتحه مصرإلا بعودة الشرعية الفلسطينية وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ووقوف قوات السلطة الوطنية على البوابة الجنوبية للوطن مع شقيقتها مصر .
وكلمة أخيرة أوجهها للشقيقة مصر وللقيادة المصرية أنه وأن كانت حركة حماس قد أساءت للشعب الفلسطيني بإساءتها لمصر إلاّ انه ليس مقبولاً أن يعامل أبناء الشعب الفلسطيني العابرين الى مصر كأنهم مهربون أو إرهابيون يتم ترحيلهم بشكل جماعي لا يليق بهم كآدميين ، ولا تستثني الشقيقة مصر أحداً لا الشيخ ولا الطفل ولا المريض يبيتون الليل في العراء عند تنفيذية حماس،ويقضون يومهم الثاني وليلهم في قاعة لا تتوفر فيها أبسط شروط الراحة ويفترش الأطفال الأرض في وضع مأساوي لم يشهده مساجين الكتراز {ALCATRAZ }وهو سجن في جزيرة الكتراز بخليج سان فرنسيكو غرب الولايات المتحدة أو مساجين جونتنامو{ GUANTANAMO } الواقع جنوب شرق جزيرة كوبا ،ثم ينقل الناس في حافلات الى مطار القاهرة الدولي ويسحبون مخفورين الى قاعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 30 متراً مربعاً ويحشر بداخلها أكثر من مائتي مسافر فلسطيني يبيتيون الليل أيضاً مع أطفالهم ، وصادف أن كنت في هذه القاعة وما لفت انتباهي وجود سيدة قيل لي انها من السودان ومكبلة اليدين بالأصفاد وكذلك عدد من العراقيات علمت أنهن أخذن من قاعة الترانزيت بالمطار وجمعنا جميعاً في هذه القاعة مع المخالفين والمجرمين... وهذه إجراءات غير إنسانية لا تميز بين أناس لهم احترامهم في بلادهم يعاملون نفس معاملة أفراد العصابات والخارجين عن القانون..... فلطفاً أيها الشقيقة مصر بشعبنا ولا تأخذوه بجريرة من أساء لمصر وشعبها وبمن يقول لكم بأن معبر رفح هوبوابة الكرامة لا كحركة حماس التي تعتبره بوابة الأحلام لاستمرار إمارتها...
أبـــو الكرمــــل