فليعقــد المجلــس الثوري

فليعقــد المجلــس الثوري...
فليعقد المجلس الثوري بمن حضر،ولتعقد اللجنة المركزية أيضاً بمن حضر لا يهم...تماماً كما عقد المؤتمر السادس للحركة بمن استطاع أن يحضر ،ومن تمكن من الهروب من غزة عن طريق نفق،أو أن يتسلل من بين حواجز عصابات حماس ،أو ان يتخفى بملابس امرأة لا يهم، أو ان يضلل عساكر حماس بالركوب على عربة كارو يجرها حمار أو حمارة،وحركتنا الأبية قادرة على توفير كل الصيغ المشروعة لضمان أغلبية الثلثين لإكمال النصاب...وإذا لزم الأمر فيمكننا أن نحشو مقاعدنا من فتح ومن الدخلاء على فتح وممن لم يعرفوا فتح إلاّ لأنها البقرة الحلوب التي يمتصها حتى يسحب ويشفط دمها.ويمكن أن تشكل لجان للشكاوى والطعون ،لكن المهم أن يكون النصاب متوفراً لإصدار القرارات والتوصيات والتصويت عليها ، والنصاب بطبيعة الحال سيكون مضموناً بنسبة عالية ،ويترك هامش لمعارضة محدودة تعد على أصابع اليد لضمان النهج الديمقراطي في شكله اللامع والبراق الذي يتوافق مع تيار الغالبية المتربعة على سدة القيادة والتي يجب أن لا ينازعها أحد،ولا بأس من تلوين القيادة بإضافة بعض الرتوش الشبابية التي لن يكون لها النفوذ الواسع في صنع القرارات...
تفاءل أبناء الفتح خيراً بالمجلس الثوري الجديد الذي دخلته دماء جديدة .ولكنه سيعقد اليوم أيضاً بمن حضر لأن حماس منعت أعضاء غزة من الحضور وكان السيد سفيان أبو زايدة محظوظاً لأنه تمكن من الخروج بفضل الأصدقاء الحمساويين،ولست ادري لماذا لم ينتظر الدكتور أبو زايدة يومين أو ثلاثة لا صطحاب زملائه حتى نرى مقدار كرم الأصدقاء الحمساويين؟؟؟ ولكنه سينوب عنهم في المجلس وسترسل لهم القرارات والتوصيات للإطلاع ،وربما تنشر في وسائل الإعلام وتنقل عبر الفضائيات والصحافة الصفراء ، ولا بأس أن يتم تبادل الرأي عن طريق الجوال أو الفيديو كونفرنس إن سمح الأصدقاء بذلك؟؟
نحن نعرف ما يدورمن حوار ونقاش بين أعضاء المركزية ومجلسها الثوري،ونعرف ما يجري من جدل وخلاف في الرأي،ولكن في النهاية لا بد أن يخرج الجميع بقرارات وتوصيات لا تخرج عن إطار المألوف بين مجلس ثوري مسؤول عن عمل اللجنة المركزية ،لكننا لم نسمع يوماً ان المجلس الثوري قد وضع تقييماً لعمل اللجان المركزية من 1965 الى 2010 وكذلك المجلس الثوري كل القرارات التي كانت تتخذ أو تصدر عنه لا ترقى إلاّ الى مستوى الطموحات والآمال ولكنها كانت مجردة من الأفعال،والحقائق الأبرز لتلك القرارات والتوصيات هي قوة البلاغة ودقة اللغة وإتقان اختيار العبارات،وسأدلل على ما أقول بعمق الديباجة التي تسبق القرارات الشاملة للوضع الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي ،والتأكيد على صمود شعبنا والاعتزاز به ،والحرص على التضامن العربي ،ومتانة العلاقة مع الدول الشقيقة والصديقة الداعمة لنضالنا وحقوقنا الوطنية،ومناشدة المؤسسات العربية والإقليمية والدولية بلجم سياسة الاستيطان وجدران الفصل العنصري والحفريات الصهيونية تحت المسجد الأقصى، وتهويد القدس وطرد الفلسطينيين وهدم منازلهم والاعتداء على المراكز الدينية الإسلامية والمسيحية...يضاف الى هذه الرزمة من التوصيات جديد وضعنا الفلسطيني في حرص المجلس على الوحدة الوطنية وإتمام المصالحة التي تشكل خطراً على مشروعهم الوطني..
نحن لا نقول بان لا يعقد المجلس الثوري أو اللجنة المركزية ولكن يجب أن لا يتحول المجلس الثوري في قراراته وتوصياته الى مجلس صوري لا يملك إرادة الفعل ولا يؤسس لخلق هياكل ثورية تدافع عن المشروع الوطني ووحدة التراب الوطني ،واذا بقيت أداة الفعل لدى المجلس الثوري هي بث الشعارات دون تحريك للهياكل الثورية المنظمة فإننا لن نعيد اللحمة لترابنا الوطني،وستصبح العصابات المسلحة وقطاع الطرق هم الذين يفرضون هيمنتهم وسيطرتهم على شعبنا ومؤسساته الوطنية... إن الهروب من مواجهة أخطار الانفصال والانقسام ووضع تبريرات أساسها الضعف والخوف لا تعيد للوطن وحدته وكرامته،بل لا بد من وضع استراتيجية محكمة تتولى تنفيذها لجنة عسكرية تؤسس لزرع الخلايا السرية المدربة على حرب الشوارع لاسترجاع كرامة أبناء الفتح الذين يتعرضون يومياً للإهانة والإذلال والقهر والاعتقال. أما أن يستنكر المجلس الثوري ممارسات حماس وتشبيهها بممارسات الاحتلال ،ويأسف المجلس لمنع أعضاء المجلس الثوري من الحضور،وكأن الجريمة الكبرى التي ارتكبتها حركة حماس فقط هي منع أعضاء المجلس من السفر,لكن المجلس لم يقل لنا كيف سيرد على حركة حماس أمام كل الممارسات القذرة التي ارتكبتها منذ ثلاث سنوات من انقلابها على السلطة وسيطرتها بقوة السلاح على قطاع غزة ، ومجلسنا الصوري غداً سيصدر قراراً يمد يده الى حركة حماس للتوقيع على الورقة المصرية ...
إن أمام المجلس الثوري الجديد تحديات كبيرة لا يمكن مواجهتها من خلال البيانات ،كما يجب أن لا يمر المجلس على الزيارات التى قام بها أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري دون محاسبة لنتائج هذه الزيارات،كما أنه يجب أن لا ينخدع بما صدر عن أعضاء المركزية والمجلس الثوري من تبريرات لزيارة قادة الانقلاب ،لأنه ليس بين أعضاء المجلس { خيار وفقوس }حتى ترضى حركة حماس عن هذا وتغضب على ذاك...ولو كانت هناك وحدة في المواقف الحركية لما خرج الأعضاء عن دائرة الالتزام الى انفرادية التصرف ونكون قد أخضعنا تجاربنا الوطنية لمصيدة حماس التى كان من المفترض بحكم خبراتنا السياسة والفكرية والوطنية ان تقع هي في مصايد الفتح ، ولكننا جعلنا من فئران المختبرات أسوداً علينا ...إن استعادة ثقة أبنا الفتح بمؤسسا تهم القيادية تنطلق من تحويل الأداء إلى إرادة فاعلة لا إلى بيانات غاضبة،وإن هناك ميادين أقوى أثراً من المناكفات التي تجعل حركة الانقلابيين تستهتر بمواقفنا وقلة حيلتنا وترددنا في اتخاذ القرارات التي تشفي غليل الكوادر الفتحاوية وقواعدها،وعلى هذه القيادات أن لا تبث ثقافة التدجين وإخضاع قضايانا الملحة لمستقبل مجهول وترحيلها إلىى ما لا نهاية . إذاً فليعقد المجلس الثوري وليصدر القرارات والتوصيات التي تكفل استنهاض المارد الفتحاوي الذي يحمل البندقية في يد والراية في اليد الأخرى وسنكون غداً على موعد مع القرارات الثورية التي سيصدرها المجلس الثوري والتي ستكون بمثابة الترياق الذي يشفي أبناء الفتح ويعيد عنفوانهم،وإن كان غير ذلك فهنيئاً لمجلسنا الصوري بما خطب...
أبو الكرمل