وشهد شاهد من أهلها ...

وشهد شاهد من أهلها ...
هل اقتنعت أخيراً القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي ما زال يمد يده لحركة حماس ؟ وهل اقتنع الجميع أن حماس لا تريد مصالحة ؟ ولا تريد وطناً أكبر من الوطن الذي كسبته بلعبة اليانصيب مع السلطة ،وقد تنازلت عنه السلطة بأقل من لمح البصر وتحت ذرائع لا يقتنع بها إلاّ الضعفاء ومسلوبو الإرادة.
لست ادري كيف نمد ايدينا الى عصابات من القتلة والمجرمين وقطاع الطرق؟ إن من وقع عليه الظلم واعتُدِيَ عليه لا يقبل أن يمد يده لقتلة ومجرمين وقطاع طرق إلاّ إذا كان من بين صفوفه على شاكلة هؤلاء المجرمين والقتلة وقطاع الطرق...وهكذا يتساوى الجميع في وقوع الكارثة ،وتكونوا جميعكم قد شاركتم في تمزيق الوطن وتقطيعه،وتخريب النسيج الاجتماعي والوطني لشعبنا وشوهتم عمق العلاقات الأخوية التي تشد أواصره ,وأضعتم كل القيم النبيلة التي سعت الى تحقيقها ثورتنا الرائدة منذ انطلاقتها الأولى،والتي كانت تؤمن بالقيم الإنسانية حتى وهي تحمل السلاح لمواجهة الأعداء،ويتجلّى ذلك في نبل المناضلين والمقاتلين الذين كانوا يحملون رسالة انسانية وهم يحملون البنادق فلا يقتلون أسيراً ولا طفلاً ولا يعتدون على امرأة ولا يقطعون شجرة ولا يحرقون زرعاً كما فعل الصهاينة وما قامت به عصابات حماس الانقلابية...
لماذا تمدون ايديكم الى قتلة حماس ؟مدوا أيديكم وأرجلكم وظهوركم وسلموهم ما تبقى لكم من فتات الوطن،وأريحوا أنفسكم وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وكافة القوى الوطنية من هروبكم وخوفكم ووهنكم ...ويكفي شهداء الوطن تلك الفترة التي نعموا بها عندما كنتم بالنسبة لهم محل رجاء وأمل...
لم تصغ القيادة الى نداءات المفكرين والمثقفين وكافة القوى الحية والشريفة الذين لا ينتهزون الفرص ولا يمسكون العصى من الوسط ولا ينحازون إلاّ لمصالح الشعب والوطن،منبهين ومحذرين من تقديم التنازلات لحركة الانقلابيين بل لا بد من تشديد الحصار عليهم وايقاف كل أشكال الدعم لهم وقطع رواتب موظفيهم الذين ما زلتم تعتبرونهم جزءاً من سلطة ضاعت في غزة أم أنكم تحافظون على مؤسسة تشريعية 70% من أعضائها من القتلة والمجرمين...فأي قانونية أو شرعية لهيكل عظمي فاقد الصلاحية يتقاضى أعضاؤه الرواتب والسيارات والامتيازات والفيلات بينما شعبنا الصامد يتضور جوعاً؟؟ إن بناء المدارس والمستشفيات أشرف ألف مرة من صرف الرواتب لمئات العاطلين والعجزة الذين لم يفيدوا شعبنا لا في تشريعاتهم أو قراراتهم وتوصياتهم . كما طالب الجميع من القيادة عدم الانجرار وراء أكاذيب حركة حماس وخداعها واستهتارها بكل المساعي الفلسطينية والعربية الحميدة لإنجاز المصالحة الوطنية، وحتى أولئك الذين كانوا من أشد المتحمسين والداعمين لحماس قد نفضوا ايديهم من مساعي المصالحة ،والأمير القطري الذي كان بالأمس لا ينام الليل وهو يبكي على { قزّة } لما أصاب أهلها من الويلات لشدة الحصار وعنف الرصاص المصبوب على رؤوس أهلها ... ها هو أول شاهد من أهل حماس يعلن عن عجزه في الاستمرار بالسعي لإقناع من مدهم بكل مقومات البقاء ،ويعترف وهو برفع الراية البيضاء بأن قيادة حماس الصفوية تخضع لأجندة خارجية ،وسيعتقد هذا شاهد الزور هو وجزيرته القذرة أنه سيبرئ نفسه مما اقترفت يداه في إثارة الفتنة والمشاركة في تنفيذ الانقلاب بمباركة العدو الصهيوني ،أو كأننا سننسى ضلوعه والشيخ القرضاوي ومسؤوليتهما عما جرى لشعبنا من ورائهما ...ولا يهمنا اعتراف أمير قطر بفشل مساعيه ولا بتصريحاته المغرية لحركة حماس [ان اتفاقية جديدة لمعبر رفح على الأبواب،وأن شروط حماس على الدولة العربية الأكبر مصر سينظر بها،ورغم كل هذه المكرمات والهبات والعطايا التي تقدم لهم إلاّأنهم أغلقوا آذانهم وأبصارهم،فقط أفواههم هي التي ظلت مفتوحة على سفه الحديث وعفن القول ،وما نتوقعه الآن أن يغضب سمو أمير قطر لكرامته ويمنع عن حركة حماس الدعم المالي والإعلامي على قناته الفاجرة الجزيرة،كما وعليه أن يلجم الشيخ القرضاوي عن بث سمومه في برامج الفتنة والخراب...وفي مقابل هذه المواقف التي ننتظرها من سمو الأمير فإننا لن نتوقف عن تذكيره بخطورة القواعد العسكرية في بلاده على شبه الجزيرة وبلاد العرب كلها...لكننا يجب أن نعترف أن خطوة الأمير القطري ربما تكون حافزاً لمن بقى لديهم شك بأن حركة حماس تغطي نفسها بالعباءة الإسلامية وهي تنفذ أجندة إيرانية صفوية ،وستبقى حركة حماس وهي تمثل هذا الدور إلى حين ولكنها لا يمكن أن تستمر وهي خارج السرب وخارج محيطها العربي وهي حتماً الى زوال لا أقول إلى زوال الأفراد وانما إلى زوال النهج الذي تنهجه لأنه مخالف لتيار أمتنا العربية...ولكي يتخلص الفلسطينيون من هذا الورم الخبيث وهذا السرطان القذر يجب أن تتبنى القيادة الفلسطينية استراتيجية محكمة لعقاب حماس لا لمكافأتها ،وعلى الشقيقة مصر أن تحكم السيطرة على حدودها ووقف تهريب الأموال وكل ما من شأنه مساعدتها على الاستمرار...
إن القيادة الفلسطينية التي تؤمن بوحدة الوطن والشعب ،وتحرص على ذلك لا تقبل أن يكون هذا الإيمان وهذا الحرص على حساب كرامتنا وعلى حساب تضحيات شهدائنا،ولا يمكن لأي قيادة مهما كانت درجات ضعفها وعجزها أن تقبل من شخص كأبي زهري يصف خطاب الرئيس أمام المجلس الثوري بالتفاهات ،في وقت يمد الرئيس يده إليهم ... وهل بعد أن شهد شاهد من أهلها ياسيادة الرئيس ستمد يدك اليهم من جديد ؟ ألا هزلت ... وإنّا لمنتصرون؟؟؟؟؟؟؟
أبــو الكرمـــل