تسـمم أطفـال غـزة ضريـبة تـُدفع من أجـل تحقيـق مكاسـب حمـاس

اكتـظ الشـارع الغـزي منـذ الانقـلاب الأسـود فـي انتـشار الكـثير مـن الجـرائم الجـديدة مـن نوعـها والحـديثة عـلي حيـاتنا الفلسطيـنية، فقـد اعتـدنا علـي تفـنن الحكـومة الربانيـة فـي اشعـال الكـوارث والجرائـم لأجل الكسـب المالـي دون مراعـاة عـواقب هـذه الأفعـال التـي تنقـلب علـي المـواطن الفلسطيـني عامـة والغـزي خاصـة .

فـعند حـادثة تسمم أطفال يتعلمـون فـي مدرسـة تـابعة لمنطـقة الشيـخ رضـوان، حيـث يتـم تقـديم وجبات غذائية يقدمها برنامج الغذاء العالمي لحوالي مائة وخمسين ألف طفل في مدارس القطاع لتعويض سوء التغذية الناتج عن الأوضاع السيئـة في القطاع جراء الحصار .

فقـد قررت الحكومة الربانية إيقاف توزيع الوجبات في المدارس بحجة أن الوجبات غير مطابقة للمواصفات الصحية التـابعة للحكـومة الربـانية وهذه الوجبات يتم تقديمها عبر برنامج الغداء العالمي وتقدر تكاليفه شهريا بحوالي مليون دولار والقرار الحكيم ربطته حماس بضرورة مرور أنشطة البرنامج تحت إشرافها وأن يكون التوزيع عبرها حصرا أما مسألة المواصفات فقد سقطت في مهب الريح أمام هستيريا وحب السيطرة على البرنامج .

وصـرح أحد قادة ميـليشا حماس أن الحكومة الرشيدة مستعدة لإعادة النظر في القرار، في حال قبلت الأمم المتحدة بشروطها ووضعت البرنامج واليات التوزيع تحت إشرافها ، مما فضح مخطط الحركة المـدعية لـدين والإصـلاح وكـشف رغبـت هـذه الرشـيدة فـي سطـرتها كالعـادة علـي الوجبات المقدرة بمليون دولار ،وتحويلها من مستحقيها من أطفال المدارس المعدمة في قطاع غزة للبيع في الأسواق أو للتوزيع على عناصرها المرابطين على أبواب الأنفاق لجباية الأموال أو الملاحقين للفقراء والمعدمين من الباعة في أسواق غزة لجباية الضرائب.

لـم تكـن حـروب الحـكومة الربـانية على منظمـات الأمـم المـتحدة والـبرامج الـتابعة لهـا بالجـديدة، فمـذ سيطـرتها علـى القطـاع وضـعت هـذه المنـظمات هـدفا أساسيـا لها ،تحـت تهـمة الجاسوسيـة، ثم باعتـبارهم مصـدرا ماليـا غايـة فـي الأهمـية ولا بـد مـن السـيطرة علـيه ،ولـك باتـت محاولتـها فـي فشـل مخططاتها .

حيـث كـان العقـاب بحـرق المخـازن وسـرقتها ،كمـا أحرقـت مخـزن الأغـذية المخصصـة لبـرنامج الأنـروا الخـاص باللاجـئين، و لم ينـسى أحـد كيـف أحـرقت عنـاصر ميلـشيا حمـاس المخيمـات التـي إقامتـها الأمـم المتـحدة لأطـفال غـزة،للتـرفيه عنـهم مـن ويـلات مـا يعيـشونه فـي القطـاع الصـيف الماـضي، حيـث ادعـت ميلشيـات حمـاس أن الفاعـل عنـاصر مجهـولة ،وعـندما تـم إعـادة تشـييده أحـرقته وأعلنـتها صـراحة بأنـها لـن تسـمح بمـثل هـذه الأنشـطة فـي القـطاع دون إشـرافها وسيطـرتها علـيـها .

حماس اليوم والتي تخلت عن كل شعاراتها ومبادئها مقابل حصول قيادتها وعناصرها على الأموال بأي شكل كـان.فقـد وضعـت الـطفل الغـزي هـدفا لحـربها الجـديدة واعتـبرتهم عـدوا لـها، خاصة وأن قيـادتها المؤمنـة تعـلم أن موضـوع غـداء الأطفـال يشـكل نقطـة ضعـف لـدى المـؤسسات الدوليـة التـي تسـعى لتأميـنه ووصـوله لمسـتحقيه بكـل الوسـائل ،وبالتـالي ستـسعى للمسـاومة والابتـزاز بكـل الوسـائل الممـكنة والمتـاحة لهـا للـحصول علـى أكبـر حصـة ممـكنة فـي الـبرنامج الغذئـي.

الغـريب فـي الأمر بأن يـقوم أحد مندوبـي هـذه الميلشيـات فـي وزارة التربيـة والتعليـم لـدي الحكـومة المقـالة بالإعـلان صـراحة لقـناة الجزيـرة أن قـرار إعـادة تـوزيع الوجبـات مـرتبط بإشـراف حكـومته وسيطـرتها علـى البرنـامج الغذائـي .

وسـياق متصـل يسـاهم البـرنامج الغذائـى بتقـديم الوجبـات المدرسيـة لحوالـي مائـة وخمسـين ألف طفل فقير في قطاع غزة ،فقـد حـرم مـن هـذه الوجبـة التـي تـسد رمـق أطفالـنا بسـبب طـمع وجبـروت هـذه الحـكومة الرشـيدة وارادتـها فـي السيـطرة علـي القطـاع عنـوة دون مراعـاة لنتـائج المـدفوعة مـن دمـاء وحيـاة شعبـنا.