ستكون حماس اول المهللين والمكبرين لاستقالة الرئيس ابو مازن،وهي منذ انقلابها عليه وهي تصدر ابواقها الناعقة بعدم شرعية الرئيس محمود عباس...وإذا حقق لها الرئيس ذلك فستكون أول الشامتين بالرئيس وبحركة فتح،وستكون فرحتهاعارمة هي وحلفاؤها الحاقدون،وستقيم حماس الإحتفالات إحتفاءبسقوط رمز السلطة الوطنية ،ومهما كانت مبررات الرئيس بتلميحه او بإعلانه صراحة عن الاستقالة والتخلي عن موقع المسؤولية في حركة فتح ورئاسة السلطة فإن الدواعي لذلك مهما كانت عميقة في حد ذاتها إلاّ انه في المقابل يجب أن لا يعطي لحركة حماس مبررا آخر لتصديق تأويلاتها ...ومن الصعب أن نترك شعبنا يجترع المرارات ويتصور أن حماس أرادت وإرادتها هي التي تححققت في النهاية،وأن انقلابها في غزة سيعقبه انقلاب إخر في الضفة،وهي فرصتها بشغور الموقع الرئاسي وستعود حماس الى تنصيب الدويك في الضفة وبحر في غزة ...
حقيقة أن الرئيس محمود عباس صرح أكثر من مرة عن عزمه عدم الترشح لولاية ثانية ،ولكن ثقة الشعب التي اولاك اياها تفرض عليك فخامة الرئيس أن تبقى حاملاً لأمانة المسؤولية ومسلحاً بالثقة الشعبية وإن الانتكاسات التفاوضية مع حكومات الاحتلال لم تكن انت ولا فريقك المفاوض وراء فشلها...كما أن الثبات على الموقف الوطني وعدم التفريط بشبر واحد من أرضنا لا يعني أنك وصلت الى طريق مسدود...كما أن الشعب الذي عاهدته وعاهدك لا يقبل أن تترك الساحة الوطنية تفتك بها الصراعات والأهوال...اننا ندرك مقدار الضغوط العربية والدولية عليك ويندر أن يحتملها بشر مثلك ... لكنه الوطن يافخامة الرئيس والوطن غال أغلى من الروح ...لقد تعاملت مع كافة القضايا بكل حكمة وصبر وثبات ويشهد لك العدو قبل الصديق،لذا فإن أبناءك الغيورين لن يقبلوا أن تترك موقعك قبل أن تحقق انجازاًطالما انتظره شعبنا طويلاً وهو تحقيق الوحدة الوطنية مهما كان الثمن ،وانت القائل دائماً لن نترك غزة رهينة في يد حماس ،كما أن العرف في حركتنا الوطنية فتح أن تقوم وانتم على رأسها بتعبئة كافة المراتب التنظيمية في الحركة لقيادة المرحلة القادمة ووضع الخطط الكفيلة باستعادة الحركة قوتها وعنفوانها ،وفرض احترامها أمام الأعداء المتربصين بها في الداخل والخارج...هكذا يخرج الرئيس محمود عباس وهو مطمئن على شعبه وحركته .
حقيقة أنكم يافخامة الرئيس وبرفقتكم القيادة الوطنية بكل أطياف منظمة التحريرقد مررتم بامتحانات واختبارات صعبة مع الولايات المتحدة الامريكية ورؤسائها المتعاقبين من بوش الأب وكلينتون وبوش الابن واوباما وجميعهم أعطوا الوعود ,وحدد بوش الابن سنة 1999 تاريخ قيام الدولة الفلسطينية وخدعنا وخدع العرب جميعا، وفي ولايته الثانية كان أكثر كذباً وخداعاً وكرر الكذبة نفسها باراك حسين اوباما ... إن النهج الواقعي والاعتدالي الذي سلكتموه في قيادة المفاوضات لا يعني أن حركة فتح قد نسيت المقاومة والنضال...وحتى لا تُترك الساحة لدعاة المقاومة على الفضائيات والعابثين بقضيتنا الوطنىة تمنياتنا عليك يافخامة الرئيس الاستمرار في مهامك الوطنية حتى تحقق أكبر انجاز وطني وهو استعادة غزة من أيدي العصابات وتجار الانفاق...ولا تشمِّت بنا الأعداء....
أبــو الكرمــل
السبت أكتوبر 09, 2010 2:28 am
