قال مسئول فلسطيني أن السلطات الأردنية أبلغت فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير، أنها 'تفضل' مغادرته لأراضيها في هذا الوقت.
يأتي ذلك على خلفية اتهامه للرئيس محمود عباس بمشاركة إسرائيل في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، لكن مسئول أردني قال أن بلاده طلبت من القدومي عدم الإدلاء بتصريحات أخرى.
وبحسب المسئول فإن الأيام القليلة الماضية شهدت اتصالات على أعلى مستوى بين مسئولين في السلطة الفلسطينية، وآخرين أردنيين، تم خلالها إبلاغ الأردن بغضب المستوى الرسمي الفلسطيني، وعلى رأسه الرئيس عباس من تصريحات القدومي كونها انطلقت من الأردن.
وأشار إلى أن إبلاغ الأردن للقدومي بأنها 'تفضل' مغادرته أراضيها، كونها دبلوماسياً أخف من إبلاغه بأنه 'شخص أصبح غير مرحب به'.
وذكر أن تفاعل تصريحات القدومي، وعودة الرجل مجدداً لتوجيه ذات الاتهامات للرئيس عباس على شاشة فضائية 'الجزيرة' ليل الأربعاء، وتصاعد وتيرة رفض اتهامات القدومي من قيادات فتح في على اختلاف توجهاتها، سواء المقربة من عباس، والتي تختلف معه، دفعت بالأردن إلى تغير موقفه، لعدم رغبتها في إغضاب قيادات، خاصة مع اقتراب موعد عقد المؤتمر السادس.
وتوقع المسئول أن يكون تأثير التصريحات على قيادة فتح في الداخل، من خلال عدم التفاتها لاتهامات القدومي، كانت من ضمن دوافع تغيير الأردن لموقفه، وتماشيه مع مطالب رئاسة السلطة الفلسطينية.
وفي هذا السياق نقل عن مصدر أردني لم يكشف اسمه أن بلاده طلبت من القدومي عدم الإدلاء بأية تصريحات من شأنها أن 'تسبب إحراجا للأردن أو تسيء لمواقفه السياسية وعلاقتها بالدول العربية'.
وذكر أن الأمر تم هاتفياً بالقدومي، وأنه تم خلاله أبلاغه بأنه 'ضيف مرحب به في الأردن في أي وقت، لكن دون الإدلاء بأية تصريحات سياسية من شأنها أن تؤدي لإحراج الأردن'.
لكن المسؤول الفلسطيني أكد أن الأردن طلب من القدومي المغادرة، وقال أن هذا الطلب الأردني سيسري على القدومي من خلال منعه التصريح لوسائل الإعلام حتى خروجه من أراضيها، وتوقع أن يكون الخروج في وقت قريب، إلى العاصمة السورية دمشق.
وكان عضو في اللجنة التنفيذية مقرب من دائرة صنع القرار أكد أن هناك توجه قوي لسحب ملف الدائرة السياسية من القدومي، في أعقاب اتهامه لكل من الرئيس عباس ومحمد دحلان بحضور اجتماع فلسطيني إسرائيلي أمريكي شارك فيه كل من أرئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ووزير جيشه شاؤول موفاز، تم خلاله التخطيط لاغتيال عرفات، هو وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية.