بين تفاؤل القادة وحسرة أبناء الشهداء والمنكوبين...
اقتربت ساعة المصالحة كمايراها القادة المتفائلين خيراً بقيادة حماس،وصدّق القادة ألاعيب مشايخ الانقلاب انهم قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق على كافة الملفات،وفي الجولة القادمة سينتهون من الملف الأمني الذي يؤرق قادة الانقلاب،وبعد ذلك سيتوجه الجمع الى القاهرة للتوقيع على الورقة التي لا ندري إن كانت ورقة المصالحة المصرية أم ورقة جديدة من صناعة حماس...لكن المهم أن حماس تشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بأريحية فائقة وهي ترى حجاج العالم يغمرونها بكرمهم وعطائهم،ويشدون الرحال إليها بالمال والسيارات والشاحنات المعبأة بوسائل الحياة والبقاء،واستعظمت قيادة حماس ما أجزله عليها وفد لجنة الحكماءالدولية وما قاله كارتر تحديداً بثقته البالغة بحركة حماس للمشاركة في المفاوضات،وكأن العم سام في نظر قادة الانقلاب أكثر إسلاماًمن المسلمين أنفسهم وأن حرصه على حماس قل نظيره ...لكنها تعرف أن هذا النفاق السياسي لكارتر سوف لن يعطيها موقعاً أبعد في علاقاتها الدولية وهي مختبئة في أحضان دمشق وطهران،لذلك فلن تنجرف حماس وراء علاقات معنوية أمام الزخم المادي واللوجستي الذي تقدمه كل من دمشق وطهران،وتعتبر التأييد الأمريكي لرئيس أكل عليه الدهر وشرب لايرقى إلى مستوى طموحات مشعل للقاء الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية...
امام هذه الانجازت التي تحققت لحركة حماس لا أعتقد أنها أصبحت جاهزة للمصالحة بقدر جاهزيتها لفرض شروطها على مفاوض حركة فتح...ومن هنا فإن ما أشعرنا به الأخ عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بأن التوقيع على الاتفاق بات وشيكاً وستكون الجولة القادمة هي الجولة الأخيرة بين فتح وحماس...وأريد أن أسأل السيد عزام الأحمد إن كان قد أنهى ملف شهداء الانقلاب،وملف قتلة ومجرمي حركة الانقلاب أم نسي السيد عزام الأحمد أن هناك عشرات الالاف من المواطنين والمناضلين والعسكريين والمدنيين والأطباء والمهندسين والمعلمين والطلاب وكافة شرائح المجتمع في غزة الذين تضرروا من الأيادي الآثمة لقتلة ومجرمي عصابات الانقلاب؟؟؟وكيف سيجمع الاتفاق المرجو بين الضحية والجلاد؟وبين القتلة من القسام وتنفيذية حماد وبين جنود السلطةوضباطهاالذين ذاقوا مرارة الإهانة والإذلال على أيديهم؟؟؟وكيف ستبني علاقةبين الكفرة الذين أريقت دماؤهم وبين قاتليهم من دعاة الإسلام ؟ هل يستطيع اتفاق المصالحة أن يأخذ هذا الملف بالدراسة الحقيقة ويوكل {بفتح الكاف } الى لجنة قانونية من العسكريين والمدنيين واستدعاء كل من تلطخت أيديهم بدماء أبناء الشعب ومن بترت أطرافهم للإدلاء بشهاداتهم ،وجمع كافة التقارير التي دونت أثناء الانقلاب والممارسات الإجرامية التي أعقبت الانقلاب من قتل واعتداء على المؤسسات ونهبها واستباحة بيوت المواطنين وسرقة محتوياتها...لن يقبل شعبنا بمصالحة لا تأخذ بعين الاعتبار كل التجاوزات والمحرمات والموبقات التي ارتكبتها عصابات الانقلاب ...وإذا لم تأخذ العدالة مجراها وتقتص من القتلة والمجرمين مهما كانت صفتهم فإن الشعب سيأخذ بيده مهمة القصاص من المجرمين...فملف حماس الأمني الذي تزاود عليه للتوقيع على ورقة المصالحة ليس أصعب من ملف الشهداء والمنكوبين،كما أن قيادة حماس مسؤولة مسؤولية كبيرة عما لحق بشعبنا جراء الحرب العدوانية التي جاءت بعد قرار خالد مشعل الهوجائي والأرعن بوقف التهدئة مع الاحتلال...ويجب محاسبته وعدم السكوت عن الاخطاء القاتلة التي أضرت بشعبنا وقضيته الوطنية...
ليس هناك واحد من شعبنا لا يريد استعادة الوحدة الوطنية ...وإعادة اللحمة للوطن،ولكن هل فعلاًحماس أصبحت جاهزة للتوقيع على الورقة المصرية حتى لو وافقت فتح ومصر على كل الشروط التعجيزية لحماس...فهل سألتم حماس إذا كانت قادرة على التخلي عن ارتباطاتها المشبوهة مع حركة الإخوان المسلمين التي شجعتها على الانقلاب على السلطة بقوة السلاح ؟هل طالبتم حماس بالتخلي عن تحالفاتها المشبوهة مع طهران ؟؟؟وهل تستطيع حماس أن تتخذ قرارات حرة دون العودة الى عظمة الفقيه في إيران ؟؟؟إذا نجحت قيادة فتح في الدخول الى عمق هذه الارتباطات وخطرها على قضيتنا الوطنية فإن حماس ستوقع ...أما إذا قابلت تساؤلات فتح بدايتون والتنسيق الأمني ودعاوى اعتقال المجاهدين ووقف المقاومة فإنها الحلقة المفرغة نفسها والتي ستعيدنا الى حافة الهاوية...
المشوار أمامنا ما زال طويلاً وشاقاً،والمفاوضون المتفائلون هم وحدهم الذين يعتقدون أنهم أنهوا معظم الملفات إلّا واحداً... وهذا الواحد يعلم الله كم سيأخذ منا من الجدل والحوار،وكم مرة سيذهب فيها وفد حماس لمراجعة رأس هرمه ؟ وكم مرة سيسافر رأس الهرم الى طهران والدوحة والسودان وليبيا وربما غلاوي وكارتر للتشاور؟؟ ولسنا ندري ماذا سيفعل وفد الرئيس الى غزة؟؟ وماهي كمية الملح التي سيضيفها على طبخة السيد عزام الأحمد في بيت هنية والزهار ولا ينسى الوفد زيارة أبي زهري وفتحي حماد ويسالونه عن عدد مجرمي فتح المعتقلين في سجونه القديمة والجديدة ،وكم عدد العملاء الذين يتخابرون مع قيادة السلطة وقيادة فتح في رام الله.وكم عدد عملاء حماس شريطة أن يصطحب الوفد معه قائمة بهم وقائمة بكميات الأسلحة التي ضبطتها قيادة الأمن الوطني في كل من الخليل ورام الله...وهذه ملفات إضافية يجب أن يأخذها الأستاذ عزام الأحمد في الحسبان بعد عودة الوفد الرئاسي وفي القريب العاجل إن شاء الله...
أبو الكرمــل
السبت أكتوبر 23, 2010 6:28 pm
