صوت فتح - سادت بعد احداث رفح التي وقعت بين جند انصار الله المقربة من تنظيم القاعدة من جهة وحركة حماس وكتائب القسام من جهة اخري والتي تم خلالها اقتحام وقصف مسجد ابن تيمية بقذائف الاربيجي الهاون وقتل فيها حوالي 30 مواطنا من الجانبين , حالة من التوتر في صفوف القسام وحماس .
حيث بدانا نسمع كل يومين عن مقتل احد عناصر القسام في مهمة جهادية واصابة اخرين في مهمات اخري الى جانب حملة كبيرة من الاعتقالات تسود صفوف القسام في اشارة الى ان هناك انشقاقا كبيرا طال الجناح العسكري لحماس بعد احداث رفح والتي اثبتت ان حماس وجناحها العسكري شنت حربا على اناس قاموا باعلان امارة اسلامية لا اكثر .
احد العناصر الميدانيين للقسام يقول ' بعد احداث رفح انتشرت حالة من البلبلة بين صفوف القسام وخاصة من هم يعتبرون بان حماس تدعوا في استراتيجيتها الى اقامة امارة اسلامية تبدا من غزة , وبعد اعلان جماعة جند انصار الله على ولادة هذه الامارة ومحاربتها من قبل حماس ايقن البعض ان مشروع حماس اصبح هو مشروع سلطة وليست مشروع مقاومة وجهاد بل ان هذه مصطلحات قد يتغني بها البعض عبر الاعلام .
ويتابع ' ان اجتماعات عدة حصلت بين عدد كبير من عناصر القسام عبروا خلالها عن رفضهم تلك الاحداث ورفضهم الاستمرار في مشروع سلطوي يهدف الى ابحث عن مغانم دنيوية بعيدا عن الجهاد والمقاومة مما اضطر القيادة السياسية الى اصدار تعليمات باعتقال تلك الافراد ووضع حد لمثل هذه الاجتماعات التي قد تؤدي الى انشقاق داخل القسام .
مصدر مقرب من جهاز الامن الداخلي لحماس قال اننا اعتقلنا عدد كبير من عناصر جلجلت من شمال غزة ورفح وجاري البحث عن عدد اخر هرب من بيوته وما زلنا نبحث عنهم .
واكد ان هؤلاء تم اكتشافهم وهم ينتمون الى صفوف القسام بعد احداث رفح واعترافات بعض الذين اعتقلناهم على خلفية الحادثة وهم من المعروفين لدينا مسبقا انهم انشقو عن القسام وانضموا الى ما وصف بالسابق بجماعة جلجلت التي قادها الشيخ نزار ريان قبل مقتله في مخيم جباليا .
يذكر ان جهاز الامن الداخلي التابع لحماس قام بعد احداث رفح باعتقال عدد كبير من عناصر القسام المنشقة عنهم والتي عرفت بجلجت الى جانب اطلاق النار على اقدام اخرين لمنعهم من التحرك ومواجهة الحرب التي شنتها حماس على مسجد ابن تيمية في رفح ضد جند انصار الله الذين اعلنوا انطلاق امارة اسلامية من مدينة رفح .
جماعة جلجلت بدا ظهورها بعد خلافات شديدة عصفت في صفوف حماس بعد اعلان القيادة السياسية لحماس موقفها الموافق للقبول باعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران واعلان الهدنة من الجانب الاسرائيلي واستعدادها للتفاض مع اسرائيل وتوقيع اتفاق سلام .
وقد بدا ظهور تلك الجماعة في محافظة الشمال بزعامة الشيخ نزار ريان ثم امتدت تلك الجماعة لتضم عدد كبير من عناصر القسام انضموا اليها سرا دون معرفة الجناح العسكري لحماس .
من ثم انضم الى تلك الجماعة القيادي في الجهاز العسكري لحماس ابو عبد الله المهاجر او ابو عبد الله السوري وهو خالد بنات الذي حضر من سوريا لتدريب قادة القسام على اعداد الصواريخ والتدريبات العسكرية .
ويبدو ان عناصر كبيرة في صفوف القسام تنتمي الى تلك الجماعات لن تعلن عن نفسها ولم يتم اكتشافها خوفا من قتلها من قبل حماس او اعتقالها كما فعلت وتفعل مع العناصر الذين يتم اكتشافهم حاليا .
ويري مراقبون ان حماس كلما اتجهت نحو السياسة والمفاوضات سيضعف وضعها الداخلي وسيخلق في صفوفها حالات رافضة لتلك الخطوات قد تلجا الى بناء انشقاقات داخلها ويرجع ذلك ان استراتيجية حماس المعلنة انها تبني عناصرها على المقاومة والجهاد وعدم التعاطي مع الاحتلال .