تكرم بعض قادة حماس في قطاع غزة بالكشف عن ' المستور' في حقيقة موقف الحركة تجاه القضايا الوطنية قيد البحث والنقاش ، وماهية التصعيد غير المسبوق في الهجوم على الرئيس عباس الى أن وصفه أحمد بحر بـ' الخيانة الوطنية' في حين طالب د.محمود الزهار في لقاء خاص بنواب حماس غزة، الى سحب الجنسية الفلسطينية عنه ولو ' معنويا' ، بينما كشف البردويل أن حماس تريد تأجيل لقاء ' المصالحة ' الذي كان مقررا يوم 22الحالي ويبدو أنه تحرك الى 25 او 26 منه .
وتواصلت وكالات حماس الاعلامية الخاصة بتأليف تقارير يعوزها ' الذكاء' و' الفطنة' منها تقرير وكالتها الرسمية التي نشرت خبرا مطولا عن أن ' معاريف ' الاسرائيلية تملك شريط فيديو يدين الرئيس ، وبداهة الخبر أن 'معاريف' ذاتها لم تشر في اي من نشراتها أو أخبارها الى ذلك ، فهل هناك اختراق حمساوي لهيئة تحرير الجريدة مثلا ؟ وما لا تعرفه هذه الوكالة أن من ذكرت اسمهم في التقرير قدم استقالته من الموقع الرسمي قبل أشهر طويلة من حرب اسرائيل على غزة ، ثم أليس هي ' معاريف ' ذاتها التي نشرت تقرير مطولا لكاتبها الأبرز ، بن كاسبيت، قبل أيام فقط عنوانه : صنعنا حماس والآن نعمل على انقاذها، تقرير لو أراد البعض الفلسطيني استخدامه كما تفعل حماس مثلا وشقيقتها ' الصفراء' لكانت التهمة أكبر بكثير من تهم حماس للشرعية والرئيس.ولكن ، السؤال الذي يطرح ذاته لماذا هذا التصعيد ' المفاجئ' من حماس الى حد ' تخوين ' الرئيس أيام قبل ' المصالحة' الوطنية؟.
قبل ايام من القرار الساذج واللاحكيم والضار وطنيا بشكل كبير ، تأجيل التصويت على التقرير الشهير ' غولدستون' قامت حماس بسلسلة لقاءات مع ممثلي امريكا والجهات الغربية في قطاع غزة ( جهات مخابراتية) ارتكزت بشكل اساي على ، ملاحقة الفئات الاسلامية ' المتطرفة' وفقا للتعريف الأمريكي الغربي والذي تبنته حماس ، وذلك على طريق اادة التنسيق الايجابي الأمني أولا ثم السياسي لاحقا، وذلك استمرارا لتطبيق مضمون صفقة ' جنيف 2'والتي قادها د. الزهار مع توماس بيكرنغ ( المحاضر للجلسات الثلاث باتت متوفرة للنشر ) والتي ستكشف حقيقة موقف حماس السياسي .
كما تعهدت حماس بمنع أي عمل عسكري مهما كان شكله ضد القوات الاسرائيلية على حدود قطاع غزة ، وملاحقة أي قوة عسكرية أو شبه عسكرية تحاول اطلاق القذائف الصاروخية من داخل القطاع ، ومحاصرة القوى كافة أمنيا وزيادة الفاعلية لقوات حماس بمحاذاة ' المنطقة الأمنية العازلة' التي اتفقت عليها مع اسرائيل داخل حدود قطاع غزة ، ولذلك فان حماس استخدمت كل أشكال الضغط والارهاب والتخويف ضد سرايا القدس لعدم الرد على اغتيال 3 من كادرها الاسبوع الماضي ، وحاولت بعض أطراف الجهاد أن تتحدث عن ' الزمن المناسب' .
ويترافق مع ذلك موقف حماس الرافض بكل السبل والأشكال لقيام الرئيس عباس بإصدار المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات العامة الثلاث ، الرئاسية والتشريعية والخاصة بالمجلس الوطني، لأنها قبل غيرها تعلم علم اليقين أن عدم اصدار المرسوم في موعده القانوني سيفقد الرئيس عباس والشرعية الفلسطينية أحد أهم الأوراق القانونية في ملاحقة الانشقاق والانقسام وأن اي اتفاق قادم هو محالوة لتهدئة الوضع العام وخلق حالة ' تعايش ' وطني مع الانقسام ذاته، وحماس تريد ألان ادخال الشرعية الفلسطينية تحت ضغط سياسي كبير مستغلة ' الخطأ المأسوي بتأجيل مناقشة التقرير' ثم تعمل على فرض شرطها لمنع اصدار المرسوم الرئاسي أو ان صدر فأنها ستعمل على مواصلة ' حرب التخوين' ، تلك هي جوهر ' حرب حماس ' على الرئيس عباس والشرعية ، فلا غولدستون ولا غيره هو السبب ، بل الرعب العام من القادم الانتخابي .
ملاحظة: فصائل العمل الوطني هل تملك قدرتها للتمييز بين ' لعبة ' سياسية و'موقف سياسي' .. هي فرصة ربما جاءت يمكن الاستفادة منها .. طبعا إن أردات.
الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 4:50 pm