-أكد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو مركزية الحركة عزام الأحمد، أن المدان الحقيقي في تأجيل التصويت على تقرير جولدستون ليس السلطة أو المندوب الفلسطيني في جنيف، بل كل الدول العربية التي صمتت على التأجيل ووافقت عليه سرا وعلانية.
وقال الأحمد في برنامج 'شهود عيان' الذي يبث على أثير إذاعة 'الحقيقة الدولية': ان هناك فرقا بين موقف السلطة من التقرير وعملية تأجيل التصويت عليه وبين موقف حركة فتح، مشيرا إلى أن الحركة رفضت عملية التأجيل وطالبت بمحاسبة المتورطين بهذه العملية.
وشكك الأحمد في نوايا حركة حماس من التعاطي مع هذه القضية مطالبا قيادات حماس بسحب اعتراضهم على التقرير وعدم ركوب الموجة.
وكشف الأحمد أن حماس لا تزال تماطل في ملف المصالحة وإنهاء الانقسام وأنها لم توافق حتى اليوم على الورقة المصرية، وبالتالي فلن يكون هناك توقيع على وثيقة المصالحة في القاهرة. وتاليا نص الحوار:
○ ما هو موقف حركة فتح تجاه الهجوم على أبو مازن بعد تأجيل التصويت على تقرير جولدستون؟
الأحمد/ إن حركة فتح وقفت مع التقرير وناصرته منذ أن أعلن عنه، وهذا الفرق بيننا وبين حماس، حركة حماس أدانت التقرير وأصدرت بيانا رسميا قالت فيه ان التقرير ساوى بين الجلاد والضحية، وعلى حماس أولا أن تسحب إدانتها للتقرير حتى يكون لها مصداقية ولا تركب الموجة.
هناك خطأ أرتكب في تأجيل البحث بالتصويت على التقرير، وفتح أصدرت بيانا رسميا حول الموضوع بعد اجتماع اللجنة المركزية خصص لبحث هذا الموضوع.
نحن نرى أن السلطة أخطأت بالسماح بتأجيل التصويت، وطالبنا في البيان بتشكيل لجنة تحقيق لإعلان كافة الملابسات التي رافقت عملية التصويت من عدمها في ضوء الأنباء المتناقضة التي أعلنت وبالتالي كان لابد من إظهار الحقيقة.
○ ما هي الحقيقة؟
الأحمد/ نريد أولا معرفة الحقيقة كيف تمت عملية التأجيل وأنا كنت من المنددين بقرار التأجيل ومازلت منددا وأقول ان القضية ليست قضية تمديد أيضا.
هذا أولا، وثانيا: يجب العمل من خلال وسائل كثيرة حتى يبقى التقرير حيا ويصبح وثيقة رسمية من وثائق مجلسي الأمن والأمم المتحدة حتى قبل عقد الدورة القادمة في آذار لمجلس حقوق الإنسان وفلسطين عضو مراقب لا يحق لها طلب سحب ولا يحق لها تقديم اقتراح، وإنما مندوبها يقوم في المجلس بتقديم التشاور مع الوفود العربية والإسلامية وعدم الانحياز ومن خلالهم تتم عملية تقديم الاقتراحات. هناك ضغوط هائلة مورست من الولايات المتحدة بشكل أساسي بل وحتى من الصين لظروف خاصة بهم لا أحبذ تداولها عبر وسائل الإعلام.
○ الضغوط التي مورست هل كانت على السلطة أم على الدول العربية؟
الأحمد/ على السلطة والدول العربية والإسلامية حتى أن مندوب الباكستان في مجلس حقوق الإنسان هو الذي حاور السفير الفلسطيني وأعطاه معلومات توحي أن هناك بعض الدول تراجعت عن تأييد التقرير، ولذلك هل خضع أو أخطا السفير الفلسطيني يجب أن يتم التحقيق في هذه المسألة مع السفير وعلى أي أساس تصرف بهذا التصرف.
○ برأيكم ما هي دوافع هذه الضغوط ولماذا رضخت السلطة لها؟
الأحمد/ الدول العربية والإسلامية عندما دعت قطر إلى القمة العربية في الدوحة أثناء العدوان الأخير على غزة، السلطة عارضت عقد القمة ومقاطعتها، ورغم ذلك عقدت القمة. السلطة ليست راضخة للضغوط لأنها لا يحق لها التصويت ولا قيمة لرضوخها فقط عند حشد الأصوات عند التصويت يكون هناك دور للسلطة الفلسطينية والسلطة بذلت جهدا كبيرا بذلك.
ركوب الموجة
○ حماس قالت ان هناك إقرارا من مندوب باكستان بان مندوب السلطة وجه كتابا خطيا له طلب فيه تأجيل التصويت؟
الأحمد/ أتحدى إذا كان هناك كتاب خطي أو طلب خطي لأي جهة وإنما سنعلن في بيان رسمي بماذا تحدث المندوب الباكستاني وبصراحة الأهم ليس التنديد للسلطة وإنما على حماس أن تصدر بيان تأييد للتقرير وليس معاداته.
وعلى الدول العربية التي قالت إنها لا علم لها بتأجيل التصويت وأولها مصر والذي قال مندوبها انه لا علم له والتزم الصمت، وأبو مازن قال لوزير خارجية مصر احمد أبو الغيط لماذا لم تتصلوا بنا إذا كان مندوب السلطة قد أخطأ.
الكرة اليوم في ملعب الدول العربية والإسلامية وكل من لم يصوت للتقرير هو مدان.
المطلوب من حماس أن تصدر بيانا تسحب به بيانها الأول الذي أدانت به التقرير، وأن تدين التقرير الذي اتهمت به معديه أنهم ساووا بين الضحية والجلاد.
الرئيس عباس قال للوفد المصري الرسمي أمامي، وبإمكانكم العودة له بالصوت والصورة، لم أعط تعليمات بتأجيل التصويت على التقرير. وأنا شخصيا وقناعتي كحركة فتح حتى لو وقف العرب كلهم وخضعوا للضغوط الأمريكية على الجانب الفلسطيني أن لا يخضع.
○ هل ما قرره إبراهيم خريشة للتقرير دون الرجوع للرئاسة أمر منطقي؟
الأحمد/ لا طبعا أمر غير منطقي ولذلك لابد من التحقيق إذا كان إبراهيم خريشة هو شخصيا يتحمل المسؤولية عليه أن يدفع الثمن، وإن جاءته تعليمات من أي كان عليه أن يدفع الثمن. لذلك نريد تحقيقا لمدة يومين أو ثلاثة حتى يحاسب كل من أخطأ.
○ هناك استياء من اللجنة المركزية لحركة فتح من حيث أن تشكيل لجنة التحقيق لم يكن للجنة المركزية؟
الأحمد/ نحن نقبل باللجنة التي يرأسها حنا عميره وهو عضو مكتب سياسي في حزب الشعب، وحزب الشعب أدان التأجيل وهو من اقترح ذلك ونحن أيدنا ذلك، ولجنة التحقيق تشكلها اللجنة التنفيذية وليس اللجنة المركزية لحركة فتح.
الاصطدام بالمصالحة
○هل سيكون هناك توقيع لوثيقة المصالحة في الشهر القادم بعد اتهامات التخوين بين فتح وحماس؟
الأحمد/ أولا موقف فتح متقدم على موقف حماس والذي يحاور حماس فتح والفصائل وليست السلطة ولكن يبدو أنهم غير جاهزين للتوقيع يريدون أن يتهربوا، أتحدى إذا كانت حماس وافقت على الورقة المصرية، مازلت حماس تماطل كما ماطلت على مدار السنتين الماضيتين.
○ لكن خالد مشعل وافق على الورقة المصرية؟
الأحمد/ أتحدى إذا كان مشعل وافق على الورقة المصرية، هو لم يوافق على نظام الانتخابات، ولم يوافق على الاقتراح المصري حول الأمن.
وصلاح البردويل قال قبل أيام ان السلطة لن تعود إلى غزة بعد توقيع المصالحة في ضوء ما نشر في جريدة الأهرام المصرية وهذا يدل على أنهم غير جاهزين.
○ لكن الرئيس عباس كان في مصر وأبدى ارتياحه للورقة المصرية؟
الأحمد/ لا لم يكن مرتاحا وأنا أتحدى إذاعتكم، وأتحداك شخصيا أنه لم يوافق، وقال أوافق على روح الورقة المصرية ويمكن البناء عليها.
○ هذه موافقة مبدئية؟
الأحمد/ نعم، إذا لم يوافقوا ومازالوا حتى الآن، وحين ذهب خالد مشعل لمصر كان يحاول تغيير الورقة المصرية وهذا ما أبلغنا به من الوزير عمر سليمان وأنا أتكلم على الهواء وأعني ما أقول وأعرف ما أقول، حتى الآن حماس لم توافق على الورقة المصرية، حماس لا تريد إجراء انتخابات، وتعمل على تأجيل الانتخابات في محاولة منها لتحسين صورتها بعد أن شوهت صورتها في قطاع غزة.
○ السلطة أيضا بهذا المعنى بحاجة إلى أن تحسن صورتها؟
الأحمد/ الجميع بحاجة لان يحسن صورته. أنا أستغرب من حوارك، العدو الآن إسرائيل ليس أن نجند طاقاتنا لإدانة طرف على طرف، الجميع باستمرار مطالب أن يحسن صورته من خلال خدمة شعبه وقضية شعبه.
ويجب على فتح أن تتمسك ببرنامجها الوطني وأي انحراف عن البرنامج الوطني هو تشويه لصورتها، والانقسام جاء تنفيذا لمشروع شارون.
والانقسام الآن السلاح الأكبر بيد ليبرمان الذي قال لا يوجد شيء اسمه فلسطين يوجد دولة حمستان ودولة فتح لاند.
عن الحقيقة الدولية