منتدى الشهيد العقيد / منذر احمد كلاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشهيد العقيد / منذر احمد كلاب

منتدى يحمل افكار حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الاولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رابطه شباب عائله كلاب




عدد المساهمات : 12
نقاط : 36
تاريخ التسجيل : 08/10/2010

 مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الاولى  Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الاولى     مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الاولى  Icon_minitime1الأحد أكتوبر 10, 2010 5:44 am

 مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الاولى  Filemanager
شاهد على الحصار – الحلقة الأولى
تجربة الموت مثيرة بكل تفاصيلها ، لكن أن تنتظر قدومه في كل لحظة فهذا ما كان الجديد في تجربتي ... تستحضرك كل التفاصيل الصغيرة والدقيقة التي لم يسبق لك أن تذكرتها .وكأن دوي الانفجارات يذهب بك بعيدا إلى عالم استحضرته عنوة .
لم أكن مقاتلا حتى أفكر في كيفية التصويب نحو الهدف المتربص بي .. لكني كنت متسلحا بقلم لم يتسن له بعد أن يخط ما يدور في هذه اللحظة المجنونة التي لم أستوعبها بعد .. أدركت في أعماقي أن الموت قادم لا محالة .. وداعا عاهد .. وداعا سارة .. وداعا أحمد ورامي .. وداعا أيتها الزوجة وأيها الأم العظيمة .. وداعا لكل تلك الذكريات التي عشتها معك أيتها الشقيق ماجد .. كلمات الوداع التي بعثها قلبي إلى أحبتي أفزعتني للحظة .. لكني استجمعت كل ما لدى من قوة داخلية لأترجم ما تعلمته من شعبي لمواجهة الموت بشجاعة .. عندها سأحلق عاليا لأُبعث للحياة مجددا .
ما دفعني لولوج تجربة (الموت) هذه ليست الفضولية المتصلة بخصال الانسان كائنا من كان ، بل كان الواجب المهني الذي يقتضي وبالضرورة التواجد في قلب الحدث الساخن ، تغطية الحدث وأن لا تقتصر هذه التغطية على مجرد محادثة هاتفية أو مجرد رسالة ، بل نقلا حقيقيا وعن قرب لما يجري من خلال معايشته .
كان هناك إحساس مسبق لدي بأن الحكومة الإسرائيلية تحضر لضربة شاملة للفلسطينيين يكون هدفها الأساس الرئيس ياسر عرفات وقيادته هذه المرة ،لكن الرياح لا تسير بما تشتهي السفن ، فكانت الهواتف معطلة في مقر الرئيس عرفات ، ووضعت قوات الاحتلال شبكة تشويش على الهاتف النقال (الجوال الفلسطيني) الأمر الذي منعني من التواصل مع عملي ، واستعضت عن نقل الخبر بكتابة تجربة الحصار اليومية ، لأكون شاهدا حيا على هذه التجربة الفريدة .
ليلة ما قبل الاجتياح
التوتر والترقب يسودان الشوارع في رام الله والبيرة .. وازدحام في الأسواق ، وإقبال شديد على شراء المواد التموينية ، والجميع يتحدث عن ضربة إسرائيلية ، فقد كانت التصريحات الإسرائيلية المتتالية والصادرة عن المسئولين الإسرائيليين وخاصة من رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون تتوعد بتوجيه ضربة ماحقة للفلسطينيين ردا على العملية الأستشهادية التي نفذتها كتائب عز الدين القسام في نتانيا وأسفرت عن مقتل أكثر من (28) إسرائيليا .
هذه التهديدات ألقت بظلال ثقيلة على الفلسطينيين في كل مكان ، وعلى الفور كانت مقار قوات الأمن العام الفلسطيني مستنفرة حيث قامت بعملية إخلاء تحسبا من غارت يشنها الطيران الإسرائيلي .
الفلسطينيون وبحدسهم الخاص توقعوا أن تكون الضربة الإسرائيلية موجهته إلى رام الله والبيرة العاصمة المؤقتة للفلسطينيين بهد ف الإطاحة بالحلم الفلسطيني .
جميع المواقع تم إخلاؤها باستثناء مقر الرئيس ياسر عرفات الذي ظل فيه مع حرسه الخاص ، ليواجهوا فيما بعد أزمة جديدة كغيرها من الأزمات التي عاشها عرفات في بيروت وغيرها من المواقع .
مساء الخميس 28 / 3 وبعد مكالمة ساخنة جرت بين الرئيس عرفات ووزير الخارجية الأميركي كولن باول ، عقد الرئيس عرفات مؤتمرا صحفيا على عجل أعلن خلاله مجددا استعداده للعمل على وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي ، وتحدث في المؤتمر مطولا عن تمسكه ببنود تفاهمات تينت الأمنية بترابطها مع توصيات ميتشل والأفق السياسي ، وكرر رفضه الخروج عن بنود تينت أو الاستسلام للطروحات الإسرائيلية .
كان واضحا أن إعلان الرئيس عرفات وبالصيغة التي طرحها لوقف إطلاق النار هو لامتصاص رد الفعل الإسرائيلية ، إلا أن تصريحات الانتقام الإسرائيلية تواصلت ولم تعر إنتباها لاعلان الرئيس عرفات هذا .
رجعت إلى المنزل بعد المؤتمر ، وبدأت أستعد لما قد تأتي به الساعات القادمة .
فجر الجمعة 29 / 3
كانت الأحوال الجوية عاصفة ، فالأمطار تنهمر بغزارة والضباب الكثيف يلف المدينتين ، وهدوء مشوب بالحذر لا يبدده سوي نباح الكلاب الضاله . تناولت الهاتف لتحدث مع أبو (يمن) مدير غرفة المخابرات العامة في رام الله لأعرف عن تحركات قوات الاحتلال والحشود الجديدة على محاور مدينتين رام الله والبيرة ، أبلغني عن حشود جديدة وصلت بالمئات للدبابات الإسرائيلية .
كان تقدير القيادة العسكرية الفلسطينية أن تتم اجتياح المدينتين من محور الأرسال في المدخل الشمالي لمدينة رام الله لمحاصرة نقر الرئيس عرفات ، وبالفعل كانت التعليمات الصادرة من قيادة الأمن العام الفلسطيني لمختلف الوحدات القتالية بتوزيع قواها في مختلف المحاور ، وشملت التعليمات أيضا التمركز في عدد من البنايات المرتفعة لشل حركة تقدم الدبابات الإسرائيلية .
في الساعة الثالثة والنصف فجرا بدأ هدير الدبابات الإسرائيلية يسمع عن بعد في أكثر من محور ، وأخذ هذا الهدير يزداد وضوحا مع كل دقيقة تمر . سارعت في الخروج من المنزل للتوجه إلى مقر الرئاسة .
الحالة الجوية العاصفة لم تمنعني من زيادة عداد السرعة إلى أقصى حد ممكن ، فالوضع لا يسمح لي بالتباطؤ ، كنت وسط الشارع الرئيسي المؤدي مقر الرئيس ورأيت القذائف المدفعية الإسرائيلية تتطاير من أمام ناظري ، وفي الطريق بدأت تظهر حشود قوات الأمن العام الفلسطيني التي كانت تستعد لخوض غمار معركة جديدة من المواجهة .
أمام بوابة مقر الرئيس عرفات توقفت تعرف على هويتي أحد حراس الرئيس ، وأدخلني على عجل للمقر الذي كان يعج بالحركة أيضا .
دقائق قليلة وأذا بمئات الدبابات تتقدم من محوري الهاشمية جنوب البيرة ، وبتونيا مرورا بحي عين مصباح غرب رام الله . وسبق تقدم الدبابات دخول وحدات خاصة إسرائيلية لاكتشاف الطريق أمام عملية التوغل . ومع ذلك اعترضتها قوات من الاستخبارات العسكرية الفلسطينية اشتبكت معها في حي عين مصباح ، لكن المعلومات التي وصلت إلى مقر الرئيس عبر جهاز اللاسلكي من قوات الأمن الوطني أن الاشتباك كان مع قوات صديقة الأمر الذي شوش وحدادات الاستخبارات العسكرية الفلسطينية .
وأمام التقدير الخاطئ والقاصر عن وجهة التوغل الإسرائيلي ، استدعت القيادة على عجل القوات التي كانت ترابط في ميدان المنارة وسط رام الله وتلك القريبة من مقر الرئاسة للمرابطة في محيط الرئاسة ، حيث بدأت الدبابات الإسرائيلية بالاقتراب متجنبة المحاور الرئيسة التي توصل إلى المدينتين .
وما أن اقتربت الساعة من الخامسة والنصف صباحا حتى بدأت فوهات المدافع بقصف بوابات الرئاسة والأسوار المحيطة بالمقر . كان حرس الرئيس الخاص وقوات أمن الرئاسة الـ(17) خلف الأسوار يستبسلون في الدفاع لصد التقدم الإسرائيلي نحو المقر .
إلا أن المعركة غير المتكافئة دفعت بالجميع للتراجع أمام فوهات المدافع الإسرائيلية .
في تلك الأثناء تمكنت دبابات الاحتلال من هدم الأسوار الغربية للمقر ، اخترقت مبني الاستخبارات الذي يقع في مقدمة المدخل الغربي للرئاسة ، وفي الوقت ذاته بدأت هذه الدبابات بهدم البوابة الشرقية . وتمكنت من دخول مبنى المخابرات العامة الذي يقع في مقدمة البوابة الشرقية وقصفته بصورة عنيفة وكأنها تحقق انتقاما خاصا لهذا المبني ومن يتواجد فيه .
عندما اقتربت قوات الاحتلال من مبنى المخابرات العامة نزل الرئيس عرفات من مكتبه في الطابق الثالث إلى الطابق الثاني واختار إحدى الغرف مقرا له ، ولتكون أيضا غرفة العمليات التي تدار فيها معركة الوجود الفلسطيني .
في تلك الأثناء كانت البوابة الداخلية للمقر تشهد معركة شرسة بين حرس الرئيس وقوات أمن الرئاسة الـ(17) وبين قوات الاحتلال المدعومة بالدبابات والمجنزرات ، إلا أن المتاريس المصفحة التي وضعها حرس الرئيس في مقدمة البوابة لم تصمد ، حيث استشهد في خلال الدقائق الأولى من الأشتباك مع قوات الاحتلال الضابط شاهر أبو شرار وأصيب أكثر من 18 جنديا وضابطا من حرس الرئيس الخاص .
أمام حجم الهجوم الإسرائيلي بدأ حرس الرئيس ومغاوير قوات أمن الرئاسة الـ(17) بالانتشار وأخذ مواقع جديدة لهم داخل مقر الرئاسة والذي هو مؤسس على شكل مستطيل تتواجد فيه مقار الأمن الوطني والمخابرات العامة وقوات أمن الرئاسة الـ(17) ومقر المحافظ بالإضافة إلى مقر الرئيس عرفات بشكل متصل .
أمام القصف المتواصل استطاعت قوات الاحتلال من إحداث ثغرات في مبني المخابرات حيث تمكنت من النفاذ إلى داخل مبني المخابرات ، وأصبحت الجهة الشرقية لمبنى الرئيس عرفات محتلة تماما ، ولا يفصله عن غرف الرئيس سوي حائط ، بدأت التهديدات تزداد والوضع أكثر خطورة مع محاولات التقدم لقوات الاحتلال من جهة مقر المحافظة التي يتواجد بداخلها مغاوير قوات الـ(17) الذين شكلوا رأس حربه في معركة الدفاع عن حياة الرئيس عرفات ، المعركة بدأت تشتد وتتصاعد وجها لوجه ومن غرفة لأخرى ، فجنود الاحتلال أخذوا يتواجدون في غرف قوات الأمن الوطني وبدأوا بالوصول والاقتراب إلى مقر المحافظة عبر البوابة الرئيسة ومن الفتحات الداخلية للغرف .
في هذه اللحظة قرأ جميع من في المقر الفاتحة وتلو الشهادة ... الرصاص بدأ ينهمر كالمطر باتجاه قوات الاحتلال من كافة المحاور لصدهم من التقدم أكثر . وبالفعل بعد أكثر من ساعة ونصف من المواجهة داخل غرف المحافظة استطاع المغاوير من صد جنود الاحتلال .
كان خوف المقاتلين ينبع أساسا من وجود باب خلفي يربط بين مقر الرئيس ومقر المحافظ ، ويمكن لجنود الاحتلال السيطرة عليه وبالتالي تضيق مساحة مقر الرئيس .
صعدت إلى الطابق الثاني حيث يتواجد الرئيس عرفات الذي لم يغمض له جفن طوال الليلة الأولي من الاقتحام والحصار . فالقذائف المدفعية تتساقط على مقره وزخات الرصاص تنهمر من كل صوب وحدب

يتبع في الحلقة الثانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الاولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الثانيه
» مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الثالثه
»  مذكرات حصار مقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات ابو عمار الحلقه الرابعه
» قصيدة في رثاء الرئيس الراحل ياسر عرفات
»  سيدى الرئيس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشهيد العقيد / منذر احمد كلاب  :: الفئة الأولى :: ملتقى القائد العام الشهيد الرمز ياسر عرفات-
انتقل الى: